حتى الان لم توضع حلول جدية لازمة ١٧ تشرين الاول باستثناء ورقة الاصلاحات التي وضعها رئيس الحكومة سعد الحريري بالتكافل والتضامن مع حزب الله والرئاسة الاولى ، ودعوة الحوار التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون للمتظاهرين، وكل ما يقال غير ذلك مجرد تمنيات او تحاليل لا تمت الى الواقع بصلة وفقا لمصادر قيادية وازنة مقربة جدا من حزب الله.
وهذا يعني بان الازمة تراوح مكانها، لا الحكومة ماضية الى تعديل وزاري يقلص عدد وزرائها الى النصف تقريبا، ولا الناس في الشارع على استعداد للانسحاب وفتح الطرقات، وهنا بالذات تتساءل بعض القوى ومن بينها حزب الله عن اسباب تلكؤ قيادة الجيش اللبناني برئاسة العماد جوزيف عون عن فتح الطرفات وتسهيل امور المواطنين.
على ان الادانة غير المباشرة للجنرال عون تطال قوى امنية اخرى تخضع مباشرة لرئيس الحكومة، وهنا يصبح سؤال المصادر المباشر كالاتي: هل المطلوب ان تتدخل الاحزاب لتمنع قطع الطرقات والارزاق وتحمي ساحاتها في وجه مخططات الحرب الاهلية؟
اما في الشق السياسي لمعالجة ازمة الحراك الشعبي، ثمة ثابتة تشدد عليها المصادر في ادارة هذه الازمة وتتعلق برفض حزب الله ومن خلفه حلفائه اية حلول مجتزأة، وتؤكد على ان موافقة الحزب على اي طرح فيما خص اعادة النظر بوضع الحكومة يجب ان يكون في سلة واحدة تشمل انهاء حركة الحراك في الشارع وفتح الطرقات والتزام كل القوى والجهات بتنفيذ الورقة الاصلاحية وتأمين كل الموارد اللازمة لعدم انهيار الوضع الاقتصادي، مع تحفظ المصادر الوازنة عن الشروط السياسية المطلوبة لاتمام هذا الطرح.
وكان لافتا هنا تحفظ المصادر ايضا عن التعليق حول امكانية قبول الحزب باستقالة الحكومة وعدم توزير رئيس التيار الحر جبران باسيل في اية حكومة جديدة او معدلة اذا جاء ذلك في سياق سلة الحل المطلوبة.
وامام هذا الواقع يبدو ان لبنان دخل في اعادة هيكلة سياسية او «ميني» مؤتمر تاسيسي بات بحسب القيادي اكثر من مطلوب لاعادة التوازن الى المشهد اللبناني السياسي تحديداً في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية التي افرزتها الازمات في المنطقة.
وفي الانتظار، اكد القيادي بان الخطة «ب» لمعالجة ازمة الحراك هي بالاستمرار باستيعابه ومحاولة فتح الطرقات تدريجياً دون اصطدام الجيش اللبناني مع المواطنين، مع التشديد على ضرورة تأمين الطرقات واعادة عجلة المؤسسات في مهلة اقصاها اواخر الاسبوع الحالي.
وشدد القيادي على ان لا طروحات جدية حاليا بشان اعادة النظر بوضع الحكومة، مؤكدا بان اي طروحات تتطلب لقاءات واتصالات على مستوى قيادات الصف الاول، وفي المعلومات فان لا لقاءات من هذا النوع حتى اللحظة، ولكن تبقى كل الامور مرهونة بوقتها وظروفها، وبالمناسبة فان على الجميع انتظار الوقت والتريث لان الازمة كبيرة جدا والمعالجة يجب ان تكون جذرية ولمرة واحدة فقط.
وفي السياق، نفى القيادي ما تردد عن طروحات غربية لحل الازمة تولتها فرنسا واميركا ووصلت لجهات رسمية في لبنان مفادها استقالة الحكومة الحالية وتشكيل اخرى مصغرة «تكنو-سياسية» برئاسة الحريري ولكن بدون حزب الله على ان يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري تمثيل الشيعة فيها، بالاضافة الى اخراج رئيس التيار الحر جبران باسيل وتمثيل المسيحيين بشخصيات وسطية مع ادخال شخصيات اقتصادية مشهود لها لمساعدة الحكومة على ادارة الازمة الاقتصادية وتطبيق الاصلاحات.